الأربعاء، 25 يناير 2012

عالم لا يشبه العالم!!!

يصغر على عكس العادة، يضيق، يتشقلب، ينحصر، يختفي هواءه وماءه وحتى التراب، لا شيء يحافظ على مكانه، كل الكلام كذب وكل الوعود زائفة، وكل الامنيات والاحلام دخلت عالم المستحيلات السبع كحال عجائب الدينا.
تعب يفوق التعب نفسه، وصراخ وأنين ودم، وروائح تشبه القبور، تنتشر كالدخان، تستوطن في الانوف الصغير منها والكبير، أصوات تختفي وتاتي أخرى، أزيز وفحيح وحفيف، ملك الموت يأتي ويذهب ثم يأتي مرة اخرى ويذهب، فالكل هالك لا محاله.
البرد يخترق الاوصال يمزقها، يستوطن في العقول، يبني لنفسه صرحا عظيم لا تتمكن الشمس من اختراقه، والظلم يصول ويجول، يضحك، قهقهاته تستفز المقهورين وتطرب المغازلين، يفرشون له الحرير ليجليس بينهم، يعانقونه، يقبلون يديه كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، يقترب من القتلى والجرحى: هيا قبلوا الايادي أيضا، فيبصقون.
 أرواح القتلى تنطلق وكانها افاقت من نوم عميق، تنزع عن نفسها لباس الصمت، تزأر، يخاف الظلم، تطارده، يرتعد خوفا ويفر من امامها هاربا، تلحق به، يختبىء، لكن الارواح تعرف ما لا يعرفه، تعثر عليه، يذهب للنوم عله يتخلص من ملاحقتها، تتبعه حتى الحلم، فيصير كابوسا، تقض مضجعه "أرحموني" انت لم ترحمنا...تظل تكارده حتى انتهاء اجله وتستمر أيضا تطارده...

الأحد، 22 يناير 2012

عندما تضيق نظرة المجتمع العربي بالمرأة!!

من الطبيعي ان تتكون رؤية الافراد لانفسهم و للعالم من حولهم حسب ابعاد مادية ومعنوية تحوطهم، لذا فالاشخاص الذين التصقوا ببلادهم وقراهم ومدنهم ولم يغادروها قط، نجد انهم يتخيلون انهم الوحيدون في العالم وان هذه السماء تنتهي بالنتهاء حدود قريتهم او بلدهم.
هم لا يتخيلون وجود غيرهم، وان تخيلوا فانهم يرسون لهم صورا ذهنية غريبة، فالاوروبيون شعب "اباحي" ليس لهم اسر ولا بيوت، يعاقرون الخمر ويمارسون الرذائل، والافارقة "جاهلون" و"فقراء" والاسيويون "لادين لهم" وغير ذلك الكثير، وهذا كله لانهم لم يتخطوا عالم الاخر ولم يخالطوهم ليعرفوهم وانهم مثلهم تماما مع اختلافات بسيطة، اقصد الاختلاف الذي يفرضه المجتمع.
تلك بعض التصورات التي يتخيلها العربي، الذي لم يغاجر بلاده قط ليراى الاخر، وبالتالي اصبح لديه صورة نمطية عن الاخر، ويلعب الاعلام دورا بارزا في التأكيد على هذه الصور النمطية وتعزيزها لدى العرب، فيعمل على اخافتهم من الاخر، كما يعمل اعلام الاخر على اخافتهم من العرب والمسلمين.
ومن هنا تأتي النظرة السلبية لحقوق المرأة، فكلما تنطق الكلمة قالوا "انه الغرب يريد ان يخرب المجتع والاسرة" وهكذا سوق لهم اعداء الحرية والديمقراطية الفكرة، فطالما بقي المجتمع العربي يمتهن نصفه الاول والاهم فسيظل نصفه الاخر ايضا يرزح تحت نير العبودية والظلم والقهر.
ان تحرير المرأة يعني تحرير الانسان، كل بني الانسان، لان الانسان باعطاءه للمرأة حقوقها يكون مستعدا لأخذ حقوقه ولو بالقوة ويعرف معنى ان يحصل عليها وكيف يصونها.
على الرجال في المجتمع العربي ان يساهموا مع النساء جنبا الى جنب من اجل الحصول على ما تستحق من احترام ومساواة في المواطنة من اجل ان يشعروا بحريتهم وكامل حقوقهم.